21 Mar, 2017
المجلس الأعلى للأمومة والطفولة يولي الأم الإماراتية وأطفالها أهمية كبيرة
تشارك الأم الإماراتية أمهات العالم الاحتفال ب"عيد الأم" الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام.
ويولي المجلس الاعلى للأمومة والطفولة في الدولة الأم الإماراتية وأطفالها الرعاية الكاملة ويضع لها الخطط والبرامج التي تساعدها على ايجاد بيئة مناسبة لممارسة حقها في العمل وفي الوقت نفسه ترعى ابناءها وتنشئهم على قيم الأخلاق وحب الوطن والمشاركة في نهضة البلاد.
ومنذ ان أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان طيب الله ثراه قرارا بإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في عام 2003 خطى المجلس خطوات مهمة في هذا المجال حتى اضحت الأمومة والطفولة في البلاد نموذجا عالميا في رعاية الاسرة.
وتقول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة " انني ارى ان على المرأة والأم المواطنة أن تحافظ على المكتسبات الوطنية العظيمة والإنجازات الحضارية الشاملة التي حققتها المرأة الإماراتية وما وصلت إليه من شأن وعزة ومكانة.. وعلى المرأة أن ترعى الأسرة وأن تربي النشء وتواصل مسيرة التعليم والمشاركة في النهوض الحضاري للإمارات وتقف إلى جانب الرجل في مواصلة ملحمة بناء الدولة العصرية وبناء مجتمع المعرفة لكي يكون لها دور حقيقي في المجتمع ".
وقالت سعادة الريم عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ان القيادة الرشيدة للدولة فتحت المجال للمرأة الإماراتية والام بالذات لتأخذ دورها في العمل وفي بناء اسرتها ايضا في حين وقفت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الى جانب المرأة والأم وسهلت لها السبل لتحقق اهدافها بكل ما اوتيت من امكانيات وجهد.
وثمنت سعادة الريم دور "أم الإمارات " صانعة المجد من أجل رفعة المرأة والأم الإماراتية واحتلالها القمة على مدى أربعة عقود ونصف من عمر الدولة وظلت تكافح من أجل النجاح ومن اجل وصول المرأة الى ممارسة كافة حقوقها.
واوضحت ان قيادة الدولة وفرت كل ما تحتاجه الأم والمرأة الإماراتية من تعليم وعمل وفرص للتدريب والتعلم وعملت منذ بداية قيام الدولة على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات ومؤشرات التنمية المستدامة.. كما تصدرت دولة الإمارات التقارير الدولية لمؤشرات السعادة والرضا والاستقرار والتقدم الاجتماعي بين شعوب العالم.
وأشارت إلى أنه من الطبيعي أن تكون المرأة شريكا فاعلا في عملية التنمية المستدامة وفي المساهمة في هذه الإنجازات الوطنية العظيمة بعد أن عملت الدولة على تمكينها للنهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني.
واضافت سعادة الريم ان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة اهتم بالأم والطفل اشد اهتمام حتى اصبحت الامارات نموذجا عالميا يحتذى به في تقديم كافة السبل الكفيلة لرعاية النساء والاطفال مثل التعليم والحماية والرعاية الصحية للمساهمة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة المنشودة ليكونوا قادة المستقبل.
وقد أطلق المجلس المبادرات التي تصب في خدمة النساء والاطفال المراهقين حيث تملك الدولة سجلا ناصعا في اخذ زمام المبادرة وتوفير كافة السبل لتامين حماية ورعاية النساء والاطفال في المناطق المحتاجة سواء داخل الدولة او خارجها.
واتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات مهمة في تعزيز التوعية بالمخاطر المحدقة بالنساء والأطفال في جميع أرجاء العالم حيث نجحت الدولة في أن تكون مثالا يحتذى به في منح هذه الشرائح المهمة حقوقا كاملة لتتمكن بالتالي من تحقيق التطور والتقدم في حياتها وبذلك تبوأت دولة الإمارات مكانة مرموقة في المؤشرات والتقارير العالمية المعنية بوضع النساء والأطفال والمراهقين.
وضمن سلسلة المبادرات التي يقوم بها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة فقد نظم المجلس بالتعاون مع وزارة الشباب حلقة شبابية ضمت عددا من ذوي الاعاقة ينتمون الى عدة مؤسسات ودور الرعاية وكانت هذه الحلقة ناجحة تماما في طرح الشباب لمطالبهم وامنياتهم بحرية والاستماع اليهم بكل اهتمام.
واشادت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بهذه المبادرة واعتبرتها ذات تأثير كبير على قطاع الشباب الذين نحرص على تنمية مداركهم واعطائهم الحق في طرح مشكلاتهم من اجل اختيار افضل السبل لحلها ..
كما عبرت معالي شما المزروعي وزير الدولة للشباب عن ترحيبها بهذه المبادرة من جانب المجلس الاعلى للأمومة والطفولة خاصة انها تستهدف الشباب من ذوي الاعاقة الذين هم احق الفئات التي يجب الاهتمام بها ..
وقالت ان سمو أم الامارات لها السبق بمثل هذه المبادرات التي تصل الى مواقع الشباب وتحقق الأهداف التي تعقد من اجلها.
كما عبرت سعادة الريم الفلاسي ايضا عن اهتمام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بهذه الفئة وطرح فعاليات وورش عمل كثيرة من اجل تلمس مشاكلهم والعمل على حلها مؤكدة ان الفضل يرجع الى سمو الشيخة فاطمة بن مبارك التي توجه دائما بالاهتمام بالشباب لمعرفة قضاياهم والقرب منهم لنعرف عنهم أكثر.
وفي مبادرة اخرى بدأ المجلس الاعلى سلسلة من المحاضرات وورش العمل في جميع انحاء الدولة بهدف زيادة التوعية لدى الأمهات عن اساليب الغذاء الصحيحة لهن ولأطفالهن.
ويأتي تنظيم هذه المحاضرات والورش في اطار المشاركة الفاعلة من المجلس لحملة /جسدك امانة / التي اطلقتها هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية في القوات المسلحة وتستمر عاما كاملا بهدف تكثيف اساليب التوعية والتثقيف بطرق الوقاية من السمنة واستخدام المأكولات العشوائية التي تضر بصحة المرأة والطفل.
وقد عقد المجلس الأعلى للأمومة اول هذه المحاضرات في رأس الخيمة يوم 15 مارس بحضور الشيخة منى بنت صقر القاسمي نائبة رئيسة جمعية نهضة المرأة في رأس الخيمة عضو المجلس الاعلى للأمومة والطفولة وسعادة ناعمة عبدالله الشرهان عضو المجلس الوطني الاتحادي.
واحتوت المحاضرة على كيفية اكساب الأمهات المهارات الأساسية في كيفية اعداد الوجبات الصحية وتناولها لدى الأطفال كبديل عن الحليب بعد الفطام وكذلك التدرب على طبخ حي ومباشر للوصفات التقليدية المقدمة من الامهات بالتعاون مع اخصائيات التغذية.
وستقام هذه المحاضرات ايضا في امارات الدولة بواقع محاضرة شهريا للهدف ذاته حيث تعرض كل محاضرة اساليب صحية في اعداد الغذاء وتناوله خاصة عند الاطفال.
واختتم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بنجاح المرحلة الثانية من برنامج الوقاية من التنمر في مدارس وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/ لدول الخليج العربية.
وتم تدريب اللجان في هذه المرحلة في 36 مدرسة من مدارس دبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. واستهدف التدريب 111 من مديري ومديرات المدارس والمرشدين والمرشدات الأكاديميين والممرضين والممرضات.
وقالت سعادة الريم عبدالله الفلاسي ان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وجهت بتنفيذ هذا البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي لأهميته الكبيرة في الحفاظ على ابنائها الطلبة وتعلم السلوكيات الحسنة والبعد عما يضر مسيرتهم الدراسية ويؤثر على تلقيهم العلم بكافة اشكاله.
واضافت انه سيتم في نهاية العام الدراسي الحالي 2016/2017 تكريم جميع المدارس المشاركة في البرنامج والتابعة لوزارة التربية والتعليم ومجلس ابوظبي للتعليم على أن يتم تقدير المدارس المتميزة.
وقد نفذ المجلس المرحلة الأولى من البرنامج في 24 مدرسة حكومية وخاصة في الدولة خلال العام الدراسي 2015-2016 وتمت زيادة عدد المدارس المشاركة في العام الدراسي الحالي إلى 24 مدرسة حكومية وخاصة تابعة لوزارة التربية والتعليم والإبقاء على المدارس الاثنتي عشر التي طبقت المرحلة الأولى في العام الدراسي السابق. وبهذا يكون العدد الكلي لمدارس دبي والمناطق الشمالية المشاركة في المشروع للعام الدراسي 2016-2017 قد وصل إلى 36 مدرسة.
و تخلل المشروع أيضا زيادة وعي أولياء الأمور والأطفال بالتنمر وأثره.
و بلغ عدد الذين تم تثقيفهم بهذا البرنامج 130 معلما وتربويا في المدارس المذكورة واستفاد من البرنامج 1793 طالبا وطالبة بنسبة 52 بالمائة من الطالبات و48 بالمائة من الطلاب في العام الدراسي 2015-2016.
وقالت سعادة الريم الفلاسي ان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدأ في تطبيق المرحلة الأولى من المشروع في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية وزاد عدد المدارس المشاركة الخاصة والحكومية.
كما تم الإبقاء على المدارس التي شاركت في البرنامج السنة الماضية حيث تم التوسع في الحلقة الثانية لتشمل جميع الشعب من الصف السادس إلى الصف التاسع. وبهذا يكون العدد الكلي لمدارس إمارة أبوظبي المشاركة في المشروع للعام الدراسي 2016-2017 قد وصل إلى 28 مدرسة /10 مدارس من المرحلة الأولى إضافة إلى 10 مدارس حكومية جديدة و8 مدارس خاصة جديدة.
وبتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج التنمر سيكون عدد المدارس التي استفادت منه 64 مدرسة على مستوى الدولة .
وقالت الفلاسي إن التنمر من الظواهر السلبية المألوفة على صعيد طلبة المدارس والتي لها آثار خطيرة على صحة وسلامة المتنمرين والضحايا على حد سواء حاضرا ومستقبلا والتي من بينها فقدان الإحساس بالذنب والقلق وفقدان الثقة بالنفس والإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل وزيادة العدوانية لدى الضحايا وتدني المستوى العلمي.
وأوضحت أن الوقاية من التنمر تضمن حق الطفل في التعليم والحماية من أشكال العنف كافة حسب اتفاقية حقوق الطفل ورؤية الإمارات 2021 والاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة التي يعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة من خلالها.
وقالت إن تطوير برنامج الوقاية من التنمر في المدارس دليل على حرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الأطفال في دولة الإمارات.
وأشارت الفلاسي إلى أن برنامج مكافحة التنمر يعتبر من المبادرات المهمة التي بدأ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتنفيذها بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين منذ قرابة العامين وتم إجراء تحليلات ودراسات للعديد من النماذج العالمية الناجحة في مختلف الدول العالمية لمواءمتها مع متطلبات المدارس في الدولة مشيرة الى أن قضية التنمر في المدارس مطروحة في جميع دول العالم وتتطلب تنسيقا بين المؤسسات المعنية ومن بين المبادرات التي يقوم بها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ايضا مبادرة "كل امرأة كل طفل" وكذلك الاستراتيجية العالمية المحدثة لصحة النساء والأطفال والمراهقين /2016-2030/ والمتمثلة بالاستراتيجية الوطنية للطفولة 2017-2021 التي أعدتها دولة الإمارات وتتكفل بتمتع جميع الأطفال بالدولة بحقوقهم الكاملة في مجال السلامة والحماية والمشاركة في المجتمع.
كما استضافت الدولة في أبوظبي الاجتماع التشاوري للخبراء في فبراير 2015 و2016 تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.. فيما تم تشكيل حركة "كل امرأة كل طفل" في اجتماع الخبراء في أبوظبي 2015 .
وفي ذات السياق استضاف المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منتدى دوليا أطلق عليه/ منتدى فاطمة للأمومة والطفولة/ في 20 نوفمبر الماضي اهتم بشؤون الأمومة والطفولة وبحضور ومشاركة نخبة من كبار الشخصيات المجتمعية والتخصصية المحلية والإقليمية والعالمية.
واستعرض المنتدى مناقشة أحدث النظريات العلمية والتربوية المتعلقة بنشأة الطفل السلوكية والنفسية وعلاقتها بتأسيس منهجية الإبداع والابتكار لدى الأطفال داخل البيئة المنزلية والتعليمية بالإضافة الى ابراز الدور الذي يمكن أن يلعبه الوالدان باعتبارهما البوتقة الأولى والحاضنة للسلوكية الصحيحة والمشجعة على التفكير الإبداعي لدى الطفل ..
وخرج المنتدى بأفضل التوصيات التي يمكن تطبيقها على المستوى العالمي بما يحقق رفاهية الأم والطفل ويعزز دورهما المجتمعي على مختلف المستويات.
كما عمل المنتدى على تعريف المجتمع الدولي بحجم الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة للطفل والأم على وجه التحديد وإبراز الدور الريادي العالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها راعية حقوق الطفل والأم وبأنها النموذج الإقليمي والدولي في سن القوانين والتشريعات التي توفر الأمن والحماية والرعاية الجيدة للأم والطفل على حد سواء وتسليط الضوء على الدور الرائد والمثالي لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في رعاية ودعم مسيرة الأمومة والطفولة محليا وعالميا.
وتضمن المنتدى العديد من الفعاليات كان من أبرزها فعالية الأطفال التي كانت بعنوان / آمال وتطلعات وتحديات الأطفال / وهي الفعالية التي نالت اعجاب المشاركين بالمؤتمر.
وأثنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على تنظيم مؤتمر دولي متخصص بشؤون الأمومة والطفولة وأكدت سموها أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل الرؤى الثاقبة للقيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أولت أهمية كبيرة لرعاية وحماية وتطوير الأم والطفل والذي يتجسد جليا في الرؤية الدولية الاستراتيجية 2021 وفي الرؤى الاستراتيجية المحلية لجميع الامارات والتي جعلت من الأم والطفل الهدف المنشود ومحور مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، بما يضمن استقرار وتقدم ورخاء المجتمع.
وقالت سموها إن دولة الإمارات تأسست على قيم العدل والمساواة وحب الآخر وهي التي احتضنت الصغير ورعت الكبير ومدت يد العون لكل محتاج في شتى بقاع الأرض وهي التي أولت ومنذ تأسيس الاتحاد المبارك قبل 45 عاما اهتماما كبيرا بالطفولة باعتبارها من القيم المتأصلة في المجتمع الإماراتي فأمنت له أفضل الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية باعتبار أن ذلك يشكل أحد المرتكزات الأساسية لإرساء مجتمع متطور ومتجانس ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار ويحفظ الجميع من أي انتهاك أو اعتداء مهما كان شكله أو حجمه وذلك تحت خيمة القانون وحمايته.
وبخصوص اهتمام الدولة بالطفل انشأت نيابة للطفل ومن شأن ذلك ان يوفر إطارا قانونيا متكاملا لحماية الأطفال ويشكل في الوقت ذاته رادعا يحاسب بأشد العقوبات المتعدين على حقوق الأطفال أو كل من تسول له نفسه التسبب بأي لون من الأذى للأطفال جسديا أو معنويا أو فكريا لما لذلك من مخاطر وتبعات جسيمة على هؤلاء الأطفال مستقبلا.
كما ترجع أهمية قانون "وديمة" كونه يأتي مكملا لمنظومة التشريعات الاجتماعية التي أطلقتها دولة الإمارات سابقا من خلال العديد من البنود التي تضمن حقوق الطفل وحمايتهم وفق أحكام اتفاقية حقوق الطفل التي أبرمتها دولة الإمارات وحظيت بمصادقة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله.
وقد عمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على تنسيق كافة الجهود مع الجهات ذات الصلة بتطبيق قانون "وديمة" ونيابة الطفل على أكمل وجه وذلك من خلال تسخير كافة الامكانيات والخبرات العملية والبحثية التي يتمتع بها المجلس وتوفيرها للمختصين من جميع الجهات المعنية وعلى المستويين الاتحادي والمحلي".
واستهدف انشاء نيابة الطفل توفير الحماية للطفل عبر تطبيق قانون وديمة والمساهمة في خلق بيئة تحقيق غير تقليدية باستخدام الأساليب الحديثة التي تناسب احتياجات الطفولة وإثراء القائمين بخبرة تراكمية متخصصة وبالإضافة إلى ذلك تهدف هذه النيابة إلى تطوير كفاءة الخدمات القضائية والعدلية المقدمة لحماية الطفل وتوفير قاعدة بيانات دقيقة حول الجرائم التي يكون فيها الطفل طرفا كضحية أو متهم والمساهمة بوضع برامج توعوية فعالة للحد من انتشار تلك الجرائم التي يتعرض لها الأطفال.
ومن خلال اهتمام الدولة بالطفولة فقد انشأت معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن حيث يوفر المركز التقنيات والابتكارات العلاجية إضافة إلى عدد من المشروعات البحثية التي يجريها معهد الشيخ زايد والهادفة إلى تطوير جراحة الأطفال لجعلها أكثر دقة وأقل ألما وتدخلا.
وكان معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن كان قد تأسس بفضل منحة قدمتها حكومة أبوظبي للمركز الوطني لطب الأطفال في عام 2009..
ومنذ ذلك الحين أطلق المعهد أكثر من 50 مشروعا بحثيا مختلفا لتطوير جراحة الأطفال وتندرج هذه المشروعات تحت ثلاث مبادرات أساسية وهي: الهندسة الحيوية وعلم المناعة وعلم الأحياء الجزيئي وطب الأطفال.
وعقد في شهر ابريل في أبوظبي اجتماع الخبراء التشاوري "الصحة الإنجابية وصحة الأمهات والرضع والأطفال والمراهقين كأولوية لإنقاذ الأرواح في كل مكان: وذلك في اطار تنفيذ الاستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال".
واستقطب الاجتماع الذي عقد على مدى يومين واستضافه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مشاركة 70 ممثلا من 32 مؤسسة ومنظمة محلية وعالمية.
كما شارك في الاجتماع خبراء من مختلف القطاعات لاستشراف الخيارات المتاحة لدعم استراتيجيات ومنهجيات التنفيذ الفعالة وإجراء الأبحاث المطلوبة لجسر الهوات القائمة في المواضيع ذات الصلة بصحة النساء والأطفال والمراهقين.
وخرج المؤتمر بتوصيات لتعزيز مشاركة القطاع الخاص وتشجيع المزيد من التمويل للمبادرات والمشاريع الإنمائية الإنسانية وزيادة الاستثمارات في هذا الجانب وتتمثل أهم نتائج الاجتماع في الاتفاق على أولويات تنفيذ الاستراتيجية الخمسية ليتم اعتمادها لاحقا في جمعية الصحة العالمية في جنيف.
وفي فعالية اخرى اختتم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والاتحاد النسائي العام البرنامج التدريبي حول العمل الاجتماعي في مجال حماية الطفل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
واستهدف برنامج التدريب تنمية قدرات العاملين في مجال حماية الأطفال خاصة الأطفال الموجودين داخل مؤسسات الرعاية والمحرومين من الرعاية الأسرية.
وشارك في البرنامج مختصون من عدد من الجهات الاتحادية والمحلية المعنية بمجال حماية الطفل. واستعرض عدة موضوعات مثل الدعم والصحة النفسية للأطفال ونظام إدارة الحالة وكيفية الاستفادة من الخبرات التي خلص إليها التدريب.
وحرصت الدولة على الاهتمام بالطفل وتذليل كافة الصعوبات التي تحول دون تنشئته التنشئة السليمة التي تؤهله ليكون فردا صالحا وفاعلا في المجتمع من خلال توفير التشريعات والخدمات المناسبة.
ويمثل الاستثمار في رأس المال البشري وأطفال اليوم شباب الغد والمستقبل الذين يقع على عاتقهم مسؤولية تحقيق التنمية ونجاحا وتطوير ونهضة المجتمع وتقدمه فإن الاهتمام بهم وتنمية قدراتهم أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة ويمثل بلا شك أهم المداخل الضرورية لنجاح أي استثمار في رأس المال البشري لأن إعلاء قيمة الفرد الإنسان إنما هي فلسفة إنسانية ترتكز وتستند وتبدأ من سنوات العمر الأولى في مرحلة الطفولة حتى يصبح قادرا على تحقيق الأهداف المتوخاة في الحياة وفي برامج التنمية من خلال تبلور شخصيته ودوره وإسهاماته .. لذلك تولي القيادة الحكيمة وفق هذه الرؤية اهتماما كبيرا بالطفولة التي تعتبر من القيم المتوارثة والمتأصلة في المجتمع الإماراتي ليس فقط من منظور الاهتمام به كعمل اجتماعي وإنما باعتباره من الحقوق والواجبات المفروضة في الشريعة الإسلامية.
وأحرزت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدما كبيرا في حماية حقوق الأطفال حيث يحصل كافة الأطفال على أفضل معايير التعليم والرعاية الصحية وأماكن التسلية والترفيه وفوق ذلك الاستقرار الأسري والأمان عبر دعم عائلاتهم والمجتمع من حولهم.
وقد انضمت الدولة الى اتفاقية حقوق الطفل كما عملت الأمم المتحدة على وضع آليات لتعزيز حقوق الطفل في المجتمعات ومنها تحديد اليوم العالمي للطفل في الأمم المتحدة عام 1954 وجعل يوم 20 من نوفمبر من كل عام موعدا للاحتفال به وهو ما يعضد الجهود الرامية لتعزيز التعاون العالمي لحماية الأطفال وزيادة الوعي بحقوقهم فيما يتعلق بأهمية حماية الأطفال حول العالم وأن دولة الإمارات تستعد بمشاركة الدول الأخرى في الاحتفال بهذا اليوم الخاص بالأطفال كدولة تدرك القيمة الحقيقية للأطفال ومفهوم الأسرة ودورها في تقدم المجتمعات ونمائها.
وتحرص الدولة عبر مؤسساتها على رعاية حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية التي التزمت بها وتأسيا بمبادئها وقيمها العربية والإسلامية الأصيلة. كما تعمل على احترام حقوق كافة الأطفال على أرضها دون تمييز أو تفريق بسبب هويتهم أو عرقهم أو دينهم.
وفي أكثر من مناسبة تؤكد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن هناك حرصا تاما على كافة المستويات الحكومية والأهلية على ترجمة استراتيجية الدولة بوضع استراتيجية وطنية للأمومة والطفولة بعيدة المدى لتحقق أهداف التنمية المستدامة للدولة وتؤصل البعد الحضاري لحقوق الطفل التي أقرتها المواثيق الدولية بمشاركة عالمية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" .
كما تعد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة للأعوام العشرة "2012 -2021 " مرجعا أساسيا لصانعي القرار في مجال الطفولة في الإمارات ومساهما أساسيا في بناء بيئة تزدهر فيها قدرات الأطفال واليافعين.
وقد أكدت أم الامارات أن المرسوم الاتحادي الذي أصدره صاحب السمو رئيس الدولة بخصوص الأم والطفل يأتي تتويجا لاهتمام القيادة الرشيدة بالأمومة والطفولة في الدولة عبر دعم المؤسسات والهيئات المنوط بها هذه المهمة ومن بينها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الذي يؤدي دورا وطنيا كبيرا في هذا الشأن فيما يخص جميع شئون المرأة والطفل وما يطرحه من مشاريع ومبادرات تسهم في صقل مهارات المرأة وتنمية قدراتها الإبداعية وزيادة الوعي والثقافة لديها إلى جانب حماية الطفولة والعناية بها .
وفي اطار الاهتمام الخاص الذي تحظى به الأم ساهم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الدفع نحو انجاز قانون الامومة الجديد الذي اصدره صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله واعطى الأم حق اجازة امومة ثلاثة اشهر كاملة في حين اعطاها ساعتين يوميا بعد عودتها للعمل من اجازتها لارضاع طفلها.
كما ساهم المجلس في العمل على اقامة حضانات متعددة بمؤسسات ووزارات الدولة لترعى اطفال الامهات العاملات.
ومن ضمن الاهتمام الخاص الذي يحظى به الطفل في التشريعات في الدولة بدءا من دستورها إلى قوانين " الأحداث الجانحين والضمان الاجتماعي والعقوبات والأحوال الشخصية ومجهولي النسب.. بجانب دور الحضانة والمعاقين " وغيرها من القوانين التي جعلت مصلحة الطفل الأولوية القصوى فيما كانت الدولة قد وقعت اتفاقية حقوق الطفل عام 1996 .
